كيف يُغير التضخم سلوك المستهلك؟
- Aman Zaid
- 15 مايو
- 3 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: قبل 3 أيام

في هذه المقالة سنوضح لك ما الذي يعنيه التضخم لك كمستهلك، وكيف يساهم هبوط العملات وارتفاع غيرها في تغيّر أنماط الإنفاق، وما الاستراتيجيات الذكية التي تتبعها أبحاث السوق لتجاوز هذه العقبات الاقتصادية؟ بطريقة سهلة وبدون أن تغرق في الأرقام والإحصائيات..
ما معنى التضخم؟ وما هي فترة الركود الاقتصادي؟
يُشير التضخم، إلى الزيادة المستمرة في متوسط مستوى أسعار السلع والخدمات، مما يُخفِّض قيمة النقود. إذ يتم قياسه عادةً بمؤشرات الأسعار مثل مؤشر أسعار المستهلك (CPI)؛ وينجم عن صدمات العرض والطلب وتوقعات التضخم. أما بالنسبة للركود الاقتصادي، فيعني التراجع الواسع والمُطوّل في النشاط الاقتصادي يمتد عبر الاقتصاد لأكثر من بضعة أشهر. ويتميز بانخفاضات واسعة في مقاييس مثل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، والدخل، والتوظيف، والإنتاج الصناعي، ومبيعات التجزئة. أي يمكن القول بإن التضخم أحد أسباب الركود الاقتصادي وليس العكس!.
كيف يؤثر التضخم على أنماط إنفاق المستهلكين؟
يؤثر التضخم بشكل كبير على سلوك المستهلك من خلال تغيير طريقة إنفاقه، ونوع مشترياته، وأماكن تسوقه. فيما يلي أهم الطرق التي يؤثر بها التضخم على سلوك المستهلك:
انخفاض القدرة الشرائية وتعديلات الإنفاق: يُضعف التضخم القدرة الشرائية للمستهلكين، مما يعني أن أموالهم تشتري أقل من ذي قبل. فعلى سبيل المثال، المستهلكون ذوو الدخل المنخفض هم الأكثر تضررًا لأنهم ينفقون جزءًا أكبر من دخلهم على الضروريات مثل الغذاء والطاقة، والتي تميل أسعارها إلى الارتفاع بشكل حاد خلال فترات التضخم.
تغيرات عادات الشراء: يلجأ العديد من المستهلكين إلى خيارات أقل تكلفة، مثل العلامات التجارية الخاصة أو علامات المتاجر، بدلاً من العلامات التجارية الفاخرة، مما يؤدي إلى زيادة مبيعات العلامات التجارية الخاصة خلال فترة التضخم. بالإضافة إلى ذلك، يجعل التضخم المستهلكين أكثر انتقائية في اختيار متاجر التجزئة والعلامات التجارية. يُشير تقرير لرويترز، إلى أن إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة في فبراير ٢٠٢٥ ارتفع بشكل طفيف فقط في ظل ارتفاع الأسعار، مُشيرًا إلى أن المتسوقين أصبحوا "أكثر تكتيكية وحذرًا" في إنفاقهم.
ولاء العلامة التجارية وتجربة العميل: يُضعف التضخم ولاء المستهلكين للعلامة التجارية، حيث يُصبح السعر عاملًا مهيمنًا في قرارات الشراء؛ ويكون المستهلكون أكثر استعدادًا لتجربة علامات تجارية جديدة أو مختلفة إذا كانت أرخص أو معروضة للبيع.
دور أبحاث السوق في فترة الركود الاقتصادي
تلعب أبحاث السوق دورًا محوريًا في فهم كيفية تأثير التضخم على سلوك المستهلك، وذلك من خلال توفير رؤى مستندة إلى البيانات تُساعد الشركات على تكييف استراتيجياتها بفعالية. وفيما يلي هو دور أبحاث السوق:
تحديد التغيرات في سلوك المستهلك: تجمع أبحاث السوق بيانات ضخمة وتقوم بتحليلها، مثل معاملات الائتمان/الخصم، وحركة استخدام الهواتف الذكية، واستطلاعات المستهلكين، لاكتشاف كيفية تأثير التضخم على أنماط إنفاق المستهلكين وتفضيلاتهم وأولوياتهم.
قياس حساسية الأسعار ومرونة الطلب: تساعد أبحاث السوق على تحديد مدى حساسية المستهلكين لتغيرات الأسعار وكيفية تقلب الطلب مع ارتفاع الأسعار. ويشمل ذلك دراسة التحول إلى علامات تجارية أو منتجات أرخص وتأثيرات الدخل، مما يساعد الشركات في تعديل الأسعار حسب القدرة الشرائية للمستهلك.
تتبع ولاء العلامة التجارية وتفضيلات المنتجات: غالبًا ما يؤدي التضخم إلى انخفاض ولاء العلامة التجارية، حيث يُعطي المستهلكون الأولوية للسعر ويفضلون العلامات التجارية الخاصة أو البدائل العامة، حيث تساعد أبحاث السوق الشركات في تحديد فئات المنتجات أو العلامات التجارية الأكثر ضعفًا خلال فترات التضخم.
استراتيجيات التسويق وتجربة العملاء: تساهم البيانات المتوفرة لدى أبحاث السوق في إرشاد الشركات من خلال تصميم رسائل التسويق والعروض الترويجية وتعديل تجربة العملاء لجذبهم على الرغم من ضغوط التضخم.
توقع الاتجاهات المستقبلية واحتياجات المستهلكين: تتيح أبحاث السوق المستمرة للشركات رصد تطور معنويات المستهلكين واتجاهات إنفاقهم مع تقلبات معدلات التضخم، مما يساعد الشركات في التخطيط الاستراتيجي، وابتكار المنتجات، وإدارة المخزون بشكل مستدام.
قراءة أخيرة
التضخم هو أحد العقبات الاقتصادية التي تحد من الاستدامة، بدءاً من العلامات التجارية ووصولاً إلى المصانع والمخازن الرئيسية للمنتجات، فكل شيء يرتفع لا يمكن أن ينخفض بسهولة، والمواطن لا يشعر بانخفاض التضخم لان الأرقام والأسعار مرتفعة لديه، والدخل لا تغيير فيه. لذلك، تلجأ العديد من الدول ذات الاقتصاد القوي في تبني استراتيجيات أبحاث السوق المستدامة ومن أبرزها مواكبة التغيرات التكنولوجية بالشكل الذي يخدم المستهلك، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد وخفض معدل التضخم.