دراسة حالة: سلة.. مستقبل التجارة الرقمي

بزيادة سنوية تجاوزت 32% في الربع الأول من عام 2023 حقق قطاع التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية نموًا ملموسًا، وفقًا لما أفادت به وزارة التجارة. ويُعد هذا النمو أحد أهداف برنامج التحول الوطني، الذي يدعم تحقيق رؤية السعودية 2030 وتعزيز الاقتصاد الوطني.

كيف تحوّلت سلة من فكرة ناشئة في مكة إلى واحدة من أبرز منصات التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط؟

ابتدأت رحلة سلة عبر حساب عبر الإنستغرام بقيادة نواف الحريري وعدد من أصدقائه الشركاء في الفكرة. لاحقاً، صُممت سلة كتطبيق لتمكين الشركات بمختلف أحجامها من إنشاء وإدارة متاجرها الإلكترونية بسهولة. كان عام 2018 انطلاقة بارزة لسلة ووصولها لأكثر من 60 ألف متجر سعودي بمبيعات تجاوزت 30 مليار ريال سعودي، محققةً بذلك ريادة في التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية. كما صنفتها منصة ليكندان ضمن أفضل 10 شركات سعودية الصاعدة 2023.

ما حجم سلة في السوق السعودي؟

تُشير المصادر بإن قيمة سوق التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية قُدّرت بحوالي 15 مليار دولار أمريكي في عام 2024، مع توقعات بمضاعفتها إلى 29 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030. في هذا السياق بزرت سلة من خلال تشغيلها حوالي 19.7 ألف متجر إلكتروني في المملكة العربية السعودية، ما يُمثل حوالي 44% من إجمالي متاجر التجارة الإلكترونية في البلاد.

من هم مستخدمو سلة؟ وما الذي يدفع رواد الأعمال السعوديين لاختيارها؟

يتكون مستخدمو سلة من رواد أعمال متنوعين يشملون أصحاب المشاريع الناشئة والمتاجر التقليدية الساعية للتحول الرقمي والنساء السعوديات الراغبات في بدء أعمالهن من المنزل والشركات الصغيرة والمتوسطة. يختار رواد الأعمال السعوديين سلة لعدة أسباب رئيسية:

• سهولة الاستخدام باللغة العربية دون الحاجة لخبرة تقنية.

• التكامل الكامل مع أنظمة الدفع المحلية مثل مدى وSTC Pay.

• فهم عميق للثقافة والسوق السعودي والخليجي.

• خدمة عملاء محلية تعمل على مدار الساعة.

• تكلفة منخفضة مقارنة بالمنصات العالمية مع باقات مرنة تناسب جميع أحجام الأعمال.

• برامج التدريب المجانية وأكاديمية سلة التعليمية والدعم المستمر لنمو أعمالهم.

ما هي استراتيجيات النمو والتمويل في سلة؟

تركز سلة على النمو المستدام من خلال المشاركة في المؤتمرات التقنية الكبرى مثل قمة ليب ومعرض إيكومرس السعودية لجذب المستثمرين والشركاء الاستراتيجيين. تنظم فعاليات استثمارية متخصصة وورش عمل للمستثمرين الملائكيين، وتطور برامج تمويل مبتكرة للتجار مثل "سلة كابيتال" لتمويل المخزون و"برنامج الدفع الآجل" للعملاء. كما تستثمر في جولات تمويلية متدرجة حققت نجاحاً ملحوظاً، من 8.5 مليون دولار في الجولة الأولى إلى 130 مليون دولار في جولة ما قبل الطرح العام، مما يعكس ثقة المستثمرين في نموذج العمل واستراتيجية التوسع المستقبلية.

دور أبحاث تجربة المستخدم في نجاح سلة

ساهمت أبحاث تجربة المستخدم بشكل محوري في النجاح الباهر الذي حققته منصة سلة، وذلك من خلال فهم عميق لاحتياجات وتوقعات المستخدمين وتوظيف هذا الفهم في تحسين كل جانب من جوانب المنصة. لم تكن سلة مجرد فكرة تجارية، بل كانت نتيجة لعملية تطوير دقيقة اعتمدت على البيانات والتحليلات الناتجة عن أبحاث تجربة المستخدم، فيما يلي أبرز الطرق التي استخدمها سلة:

1. منهجية التصميم المرتكز على المستخدم

لقد ركزت سلة منذ البداية على منهجية التصميم المرتكز على المستخدم. هذا يعني أن كل قرار متعلق بالتصميم، من واجهة المستخدم إلى تدفقات العمل وحتى الميزات الجديدة، كان يتم اتخاذه بناءً على رؤى مستقاة مباشرة من المستخدمين المستهدفين. شملت هذه الأبحاث مجموعة واسعة من الأساليب، مثل المقابلات المتعمقة لفهم الدوافع والتحديات، ودراسات قابلية الاستخدام (Usability Studies) لتحديد نقاط الاحتكاك في التفاعل مع المنصة، وتحليل البيانات السلوكية لتتبع كيفية استخدام المستخدمين للميزات المختلفة، واستطلاعات الرأي لجمع ملاحظات كمية حول الرضا العام وتفضيلات المستخدمين.

2. تحديد نقاط الألم

من خلال هذه الأبحاث، تمكن فريق سلة من تحديد نقاط الألم الرئيسية التي يواجهها التجار في إدارة متاجرهم الإلكترونية، وكذلك فهم الاحتياجات غير الملباة. على سبيل المثال، قد تكون أبحاث تجربة المستخدم قد كشفت عن صعوبة في عملية إعداد المتجر، أو تعقيد في إدارة المخزون، أو عدم وضوح في خيارات الشحن والدفع. بناءً على هذه النتائج، قامت سلة بتطوير حلول مبتكرة وميزات سهلة الاستخدام تُلبي هذه التحديات بشكل مباشر.

3. اختبارات A/B

لعبت اختبارات A/B  دورًا هامًا أيضًا في تحسين تجربة المستخدم بشكل مستمر. فمن خلال اختبار إصدارات مختلفة من الواجهات أو الميزات مع مجموعات مختلفة من المستخدمين، استطاعت سلة تحديد التصميمات الأكثر فعالية والتي تحقق أفضل استجابة من المستخدمين. هذا النهج التكراري، القائم على جمع الملاحظات والتحسين المستمر، هو جوهر نجاح أبحاث تجربة المستخدم.

دور ستيدي بيس الاستشارية في أبحاث تجربة المستخدم

اليوم لم يعد النجاح حكرًا على المنتج المبتكر بحد ذاته، بل أصبح مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بمدى قدرته على تقديم تجربة مستخدم استثنائية. هنا يأتي دور ستيدي بيس الاستشارية، بخبرتها العميقة في أبحاث السوق، لتضع بين يديك أدوات قوية تمكنك من فهم مستخدميك بعمق وتحويل هذا الفهم إلى تصميمات ناجحة ومؤثرة. نحن ندرك أن أبحاث تجربة المستخدم هي المفتاح لضمان أن منتجك أو خدمتك لا تلبي فقط توقعات السوق، بل تتجاوزها لتلامس احتياجات المستخدمين الحقيقية؛ فمن خلال منهجية بحثية دقيقة ومتكاملة، تساعدك ستيدي بيس على فهم كيف ولماذا يستخدم الأشخاص منتجك أو خدمتك، كشف نقاط الألم ومواطن الارتباك في تجربة الاستخدام، التأكد من أن منتجك يلبي احتياجات وتوقعات المستخدمين، وتوجيه قرارات التصميم بناءً على بيانات واقعية، وليس مجرد افتراضات، مما يساهم في زيادة ولاء عملائك وإثراء رحلتهم مع منتجك.