دراسة حالة: قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية
- Aman Zaid
- 2 يوليو
- 3 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 21 أغسطس

تشير التقارير بإن قطاع السياحة في المملكة يشهد نموًا استثنائيًا بالتوازي مع رؤية 2030، حيث ارتفعت عائدات السياحة بنسبة 148% في عام 2024 مقارنةً بعام 2019، مساهمةً 5% في الناتج المحلي الإجمالي، ومستقبلةً 116 مليون زائر في عام 2024 وحده.
سوق قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية
كشف تقرير الأثر الاقتصادي الصادر عن مجلس السفر والسياحة العالمي لعام 2024، بإن حجم السوق شهد توسعًا غير مسبوق، حيث ساهم القطاع بأكثر من 400 مليار ريال سعودي أي 11.5% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني في عام 2023. فعدد الزوار الإجمالي ارتفع من 64.7 مليون في 2019 إلى 116 مليون في 2024 أي تزايد بنسبة 79%.
يعكس هذا النمو التطورات التي تدعمها رؤية 2030، بما في ذلك التأشيرات، وتطوير البنية التحتية، وتبسيط اللوائح التنظيمية. إذ خصص صندوق تنمية السياحة 16 مليار ريال سعودي لـ 23 مشروعًا رئيسيًا، مما يُظهر التزام الحكومة بتوسيع القطاع السياحي في المملكة.
تجزئة السوق وتنويعه
تُحصي التقارير بإن تطور سوق السياحة في المملكة العربية السعودية يشمل قطاعات متنوعة كالتالي:
السياحة الدينية: تحتل السياحة الدينية أهمية كبيرة لدى المملكة، حيث تُمثل 41% من الزيارات الوافدة في عام 2024.
السياحة الترفيهية: تمثل السياحة الترفيهية الآن 59% من الزيارات الوافدة، وقد تعزز هذا القطاع بفضل مشاريع ضخمة مثل نيوم، ومشروع البحر الأحمر، والمبادرات الثقافية في محافظة العُلا.
سياحة الأعمال: سجل قطاع السفر للشركات والحكومة نموًا 27%، ليصل إلى 600 مليون ريال سعودي في الربع الثاني من عام 2022. وقد ساهمت المؤتمرات والفعاليات الدولية الكبرى في ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كمركز أعمال إقليمي.
السياحة البيئية والمغامرات: بالرغم من حداثياتها هذه النوع من السياحة في المملكة العربية السعودية إلى أنه ساهم في توفير تجارب مميزة للمسافرين المهتمين بالبيئة، من رحلات استكشاف الصحراء إلى تجارب الغوص في البحر الأحمر.
سلوك المستهلك في قطاع السياحة السعودي
في بحثٍ أجراه عادل غنيم، عبد الرحيم عوض، حول استراتيجيات السياحة في المملكة العربية السعودية، فإن مبادرة رؤية 2030 قد ساهمت في تحفيز الاستثمار في السياحة، مما جعل الاستراتيجيات الرقمية أساسًا لجذب الزوار المحليين والدوليين. حيث يبدي السياح الأجانب اهتمامًا كبيرًا بمواقع التراث الثقافي، كالعلا و مدينة جدة القديمة وغيرها من الأماكن المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وقد ارتفع الإنفاق السياحي بنسبة 27.25% في الربع الثالث من عام 2024، ليصل إلى 25.5 مليار ريال سعودي. يضيف هاني عطية الله اليوبي في بحثٍ أجراه عن إمكانيات السياحة المستقبلية في المملكة العربية السعودية، أن البيئة الآمنة هي الاعتبار الرئيسي لـ96% من الزوار المحتملين، تليها المعالم الطبيعية لـ92%.
كيف يؤثر التسويق الرقمي على سلوك المستهلك في قطاع السياحة السعودي؟
في عام 2020 واحتفالاً باليوم الوطني السعودي في 23 سبتمبر، أطلقت "روح السعودية" حملةً على تويتر لعرض وجهات السفر العديدة في المملكة وتاريخها الغني، وتشجيع الناس على التعبير عن فخرهم الوطني. تضمنت التغريدة الأولى فيديو تم إنشاؤه باستخدام محتوى من إنتاج المستخدمين من حملة "تنفس" الصيفية السابقة لـ"زيارة السعودية". واقترن هذا مع هاشتاغ #حظنا_بالسعودية (#LuckySaudis)، والذي أدى إلى ظهور رمز تعبيري خاص بالحملة. فكانت النتيجة أن حققت الحملة 63 مليون ظهور، 11 مليون مشاهدة فيديو و900 ألف تفاعل مما روج بنجاح للسياحة الداخلية خلال فترة الكورونا.
الفرص الاستثمارية في قطاع السياحة السعودي
تشهد السعودية طفرة استثمارية غير مسبوقة في قطاع السياحة، مدعومة ببرنامج تمكين الاستثمار السياحي (TIEP) الذي يستهدف جذب استثمارات بقيمة 42 مليار ريال سعودي. تشمل الفرص مجالات رئيسية مثل:
البنية التحتية للضيافة: تطوير أكثر من 320 ألف غرفة فندقية جديدة بحلول 2030، باستثمارات تُقدّر بـ 37.8 مليار دولار.
السياحة الترفيهية والثقافية: مشاريع كبرى مثل نيوم، البحر الأحمر، العلا، والقدية تمثل وجهات فريدة تجمع بين الفخامة والثقافة والترفيه.
الابتكار الرقمي: دعم تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والسياحة المستدامة ضمن استراتيجية التحول الرقمي في القطاع.
الحوافز تشمل:
تمويل عبر صندوق تنمية السياحة يصل إلى أكثر من 100 مليون ريال سعودي.
إصلاحات تنظيمية تقلص مدة الترخيص إلى 5 أيام وتُسهل الحصول على الأراضي.
تسهيل الاستثمار الأجنبي من خلال برنامج التأشيرة الإلكترونية وتأشيرة المستثمر الزائر.
وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط، يُتوقع بحلول 2030، أن يُساهم القطاع بـ10% من الناتج المحلي ويوفّر أكثر من120 ألف وظيفة، مما يعكس جاذبية السياحة كأحد أقوى محركات النمو في المملكة.
كيف تُحوّل ستيدي بيس الاستشارية في قياس تجربة الزوار لخلق تجارب سياحية لا تٌنسى؟
في ستيدي بيس الاستشارية، نؤمن بأن فهم الزائر هو مفتاح إبداع التجربة السياحية الاستثنائية. نحن شريكك الاستشاري في قطاع السياحة، متخصصون في أبحاث السوق التي تعمق فهم سلوك الزوار وتوقعاتهم، وقياس أثر المبادرات لضمان تحقيق أفضل النتائج.
نقدم لشركائنا من الجهات السياحية حلولًا متكاملة لمساعدتهم على:
فهم سلوك الزوار: من خلال دراسات ميدانية وأبحاث دقيقة تعكس نبض السوق وتوجهات الزوار، محليًا ودوليًا.
تحسين تجارب الزوار: تصميم وتطوير تجارب سياحية مبتكرة تلبي تطلعاتهم وتفوق توقعاتهم.
قياس أثر المبادرات: تقييم الأثر الاقتصادي والاجتماعي للمشاريع والمبادرات على المجتمع المحلي والزائر.
حلولنا الاستشارية المتكاملة:
نقدم مجموعة واسعة من الخدمات البحثية والاستشارية، بما في ذلك:
دراسات تجربة الزائر الشاملة.
اختبار المفاهيم والتجارب الجديدة.
تحليل الوعي والانطباع.
تقييم الحملات التسويقية.
التوصيات القائمة على الشفافية والثقة والقابلة للتنفيذ.
اقرا ايضاً .. كيف يُسهم تحليل أداء السوق في مواكبة رؤية السعودية 2030
ختاماً، يُعد قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية فرصة عظيمة لتنويع الاقتصاد وإبراز تراثها الثقافي الغني للعالم. بفضل الاستثمار الذكي، والابتكار التكنولوجي، والتنمية المستدامة، يسير هذا القطاع بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه الطموحة في رؤية 2030، وليصبح بذلك نموذجًا عالميًا جديدًا لنمو السياحة.