ما هو تأثير جيل زد على أبحاث السوق؟

يساهم التطور التكنولوجي في إعادة تعريف المصطلحات حسب أهميتها وإيجاد مصطلحات أخرى تبنى على أساسها دراسات وقراءة لتفاعلهم حول الاستهلاك والأسواق (تحليل الفئة العمرية)، هل كنت تتوقع يوماَ أن الأجيال يمكن أن تسمى بجيل (Z,Y,Beta) بديلاً عن جيل الطيبين أو جيل التسعينات أو الثمانينات.. في هذه المقالة، سنستعرض لك ما التأثير الذي قدمه جيل Z على أبحاث السوق، ومنهجيات جمع وتحليل البيانات، وما النقلة النوعية الذي قدمها لدراسات السوق؟ 

من هم جيــــــل زد | Z ؟

تعرف العديد من القواميس ومن أبرزها قاموس ستيدي بيس الاستشارية بإن جيل Z، هم الأشخاص الذين ولدوا تقريباً ما بين (1997 – 2012) أي أثناء التطورات التكنولوجية، والانترنت، والثورة الرقمية، مما ساهم في تأثرهم بالرقمنة وأدواتها المتعددة. ساهم هذا التأثر في جذب باحثي السوق لدراسة سلوكياتهم وتفضيلاتهم، مما خدم العديد من الشركات في صياغة استراتيجياتها التسويقية لزيادة فرص نموها. 

تأثير جيل Z على منهجيات أبحاث السوق 

يعتمد جيل Z على الانترنت والمنصات الرقمية بكافة أشكالها وأدواتها في الوصول للمعلومات أو التواصل أو العمل، الأمر الذي ساعد باحثي السوق في استخدام أساليب البحث النوعي مثل المقابلات ومجموعات التركيز لدراسة سلوكهم وتجاربهم ووجهات نظرهم بشكل أعمق. كما أن المنصات الرقمية تعد بيئة مناسبة لأدوات الاستماع الاجتماعي وتحسين تجربة العملاء من جيل Z. فعلى عكس باقي الأجيال، يقدر  جيل Z العلامات التجارية التي تتسم بقيم الشفافية والأصالة والمسؤولية الاجتماعية. وفقًا لتقرير لمؤشر الشبكة العالمي عن اتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي لعام 2024، قضى جيل Z حوالي 4 ساعات يوميًا على منصات التواصل الاجتماعي، مع تفضيل واضح لمنصات مثل TikTok وInstagram (60% من جيل Z يستخدمون TikTok يوميًا)، مما دفع العلامات التجارية إلى إعادة تخصيص ميزانياتها نحو المحتوى المرئي القصير. 

ما هو تأثير جيل Z جيل الآيباد على الابتكـــار؟

ساهم انغماس جيل Z بالتطورات التكنولوجية والإنترنت، بإن تكون جزءاً لا يتجزأ من أعمالهم أو يومياتهم. لذا، يُفضل جيل Z العلامات التجارية المبتكرة التي لديها حلول رقمية كالتطبيقات أو نماذج اشترِ الآن وادفع لاحقاً (BNPL). ليس هذا فقط، بل حتى تفضيلاتهم لأماكن العمل التي تعتمد على الابتكار في صياغة استراتيجياتها من خلال العمل عن بُعد أو وظائف رقمية متجددة حسب سوق العمل، مما يؤثر على كيفية تموضع الشركات لجذب المواهب الشابة والاحتفاظ بها. إذ ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي كوسيلة لحل المشكلات، وإجراء البحوث، وإطلاق العنان للإبداع، مما يتيح لهم وقتًا للتفكير النقدي. ومع ذلك، يطالبون الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بالشفافية، مشددين على أهمية التواصل الواضح حول مزاياه. 

اقرأ أيضاً.. كيف يساهم الابتكار في نمو الأعمال؟ 

ما هو تأثير جيل Z على سلوك المستهلك؟

يُعتبر الجيل Z من أكثر الفئات التي تهتم العلامات التجارية بفهم سلوكها الشرائي وتحليل توجهاتها. إذ أن البيئة الرقمية التي شاهدوا ثورتها سمحت لهم بالتعرف على أسواق محلية وإقليمية ودولية، مما ساهم في تنافس العلامات التجارية على جذب جيل Z. فبعد جائحة كورونا -19 تغيرت أنماط استهلاك جيل Z وأعطت الأولوية لمنصات التسوق الرقمية وتقنيات الدفع الرقمية السلسة وتفضيلهم لاستراتيجيات التسويق المحلية ومتعددة القنوات. فعلى الرغم من أن بعض الأجيال قد تنتقد سلوك استهلاك جيل Z بكونه أكثر تبذيراً، إلا أن هذا الجيل لا يأخذ المنتج لكونه منتجاً فحسب، بل يعطي أهمية للعلامة التجارية، والقيمة التي يوفرها المنتج، والعائد على المدى القريب والبعيد لهذا المنتج سواءً كان سلعةً فاخرة أو منتجاً صُنع يدوياً. وفقاً لمؤشر الشبكة العالمي، 59% من جيل Z الذين وضعوا قرارات للعام الجديد 2025 يخططون لتوفير المزيد من المال، متفوقين بذلك على الأجيال الأخرى.  

جيل Z أو كما يعرفون بجيل الآيباد في السعودية:  

كشفت أحدث تقاريرنا في شركة ستيدي بيس الاستشارية " مؤشر عادات الاستهلاك بين الأجيال " عن فروقات واضحة بين جيل الآيباد والأجيال الأخرى، حيث أن هذا الجيل المولود في الفترة (بين 1997 و 2012) قد نشأ في عصر تكنولوجي متسارع، وتشكلت شخصياتهم وعاداتهم بفعل الاعتماد الكبير على الأجهزة الذكية والإنترنت منذ نعومة أظفارهم. فإذا نظرنا إلى نتائج الدراسة فيما يتعلق بعادات الإنفاق، نجد أن 66% منهم وعلى الرغم من قلة دخلهم إلا أنهم يخصصون من 10% إلى 30% للإنفاق على الكماليات والأشياء الغير ضرورية، ويعتبر هذا الجيل مندفع شرائيًا ويتأثر بشكل كبير بالمؤثرات الأخرى عند الشراء، حيث أشارت 44% من عينة جيل الآيباد بأنهم يقومون بعمليات شراء غير مخطط لها بشكل متكرر، كما أن هذا الجيل يتسوق كثيرا عن طريق المتاجر الالكترونية ويعد هو أعلى جيل بين كل الأجيال في هذا السلوك، وأيضًا هم متابعين جيدين لأحدث صيحات الموضة الشائعة عند التسوق.

فيما يتعلق باستهلاك الوسائط الإعلامية، يُعتبر جيل الآيباد الأكثر ارتباطًا بالوسائط الرقمية، حيث يعتمد بشكل شبه كامل على الأجهزة الذكية مثل الآيباد والهواتف للتفاعل مع العالم. يعتبر هذا الجيل ثاني أكثر الأجيال استخدامًا لمنصات سناب شات، وتيك توك بعد جيل الرؤية، بينما يعتبر التلفاز والوسائط التقليدية أقل أهمية لديهم، حيث يعتبرون أقل جيلاً متابعة للتلفاز بين كل الأجيال.

ويهتم هذا الجيل عند اختياره للعلامات التجارية إلى جودة المنتج ومن ثم السعر وسمعة العلامة التجارية ويهتمون كثيرًا بتوصيات عائلاتهم وأصدقائهم أثناء الاختيار، لديهم ارتباط عاطفي عالي تجاه العلامات التجارية في فئة الوجبات السريعة وكذلك العناية الشخصية.

وبالنسبة للذكاء الاصطناعي، يبدو أن هذا الجيل يشعر بالراحة تجاهه ويعتبرون ثاني أعلى جيل بعد جيل الألفية على معرفة تامة به وبتطبيقاته.

جيل الايباد يمثل مستقبلًا رقميًا متكاملاً، حيث يتشكل عالمهم حول الابتكار والاتصال المستمر، مما يجعلهم القوة الدافعة للتغيرات التكنولوجية والاجتماعية في العقود القادمة.

 قراءة أخيرة

في الختام، تُعد رؤى جيل Z منهجية رقمية بارزة للعلامات التجارية التي تعتمد الابتكار جزءاً رئيسياً من استراتيجياتها للنمو. كما أن هذه البيانات التي يوفرها جيل Z تعتبر كنزاً للعلامات التجارية التي تحرص على رضا العملاء وولائهم، بالإضافة إلى أن الاستثمار في فهم احتياجات جيل Z وتسخير إمكاناتهم الرقمية يعتبر مفتاحًا لتحقيق نمو مستدام.