دراسة حالة: "مانـــــــوس" أول وكيل ذكاء اصطناعي مستقل
- Aman Zaid
- 30 مارس
- 5 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: 22 أبريل

ما هو وكيل الذكاء الاصطناعي؟
قد يظن البعض أن ثورة الذكاء الاصطناعي اُبتدأت في السنوات الأخيرة، إلا أن الأمر أعمق من ذلك، فحسب موسوعة بريتانيكا فإن الذكاء الاصطناعي بدأ مع الأعمال المبكرة لعالم المنطق ورائد الحاسوب آلان تورينج من ثلاثنيات القرن العشرين عبر آلة حوسبة مجردة تضم بداخلها ذاكرة لا حدود لها وماسح ضوئي، وهو ما يُعرف حالياً بآلة تورينج التي تتواجد في العديد من الحواسيب الحديثة.
من بعد ذلك توالت الاكتشافات والتطورات التكنولوجية وصولاً لقدرة الروبوتات إلى انجاز العديد من المهام الذكية التي كانت تتطلب وقتاً وجهداً. في هذا السياق، تنوعت أسماء منصات الذكاء الاصطناعي وتنافست في بينها إلا وكلاء الذكاء الاصطناعي اكتسب شعبية بارزة مع ظهور مانوس وهو أول وكيل اصطناعي مستقل، وتُعرف منصة edX وكلاء الذكاء الاصطناعي بكونه برنامج يجمع البيانات، ويتفاعل مع بيئته، ويؤدي مهامًا لحل مشاكل محددة. كما يستطيع وكلاء الذكاء الاصطناعي معالجة اللغة الطبيعية، واتخاذ قرارات مستقلة، وتحقيق أهداف محددة مسبقًا.
ما هو مانوس الذكاء الاصطناعي؟
بعد ظهور DeepSeek وهي أولى أدوات الذكاء الاصطناعي الصينية التي نافست أشهر أدوات الذكاء الاصطناعي الأمريكية ChatGPT. إلا الإنتاجية في تطوير أدوات متجددة تختصر للبشر أعمالهم لا ينتهي، حتى جاءت أداة ذكاء اصطناعي جديدة تُدعى مانوس تم تطويره عبر شركة Monica أو كما تُعرف أيضاً بـ Butterfly Effect الصينية الناشئة. بالنسبة لصحيفة الغد، شاركت الشركة الفيديو التجريبي على منصة X ليلة الأربعاء، وبحلول ظهر الخميس، حصل الفيديو على أكثر من 200,000 مشاهدة.
وفقاً لوكالة رويترز، أعلنت حكومة بلدية بكين يوم الخميس أن النسخة الصينية من منتج Manus السابق، وهو مساعد ذكاء اصطناعي يُدعى Monica، قد أكملت التسجيل المطلوب لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية في الصين، متجاوزةً بذلك عقبة تنظيمية مهمة. إذ تشترط الهيئات التنظيمية الصينية على جميع تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية الصادرة في البلاد الالتزام بقواعد صارمة، تهدف جزئيًا إلى ضمان عدم إنتاج هذه المنتجات لمحتوى تعتبره بكين حساسًا أو ضارًا.
فوفقاً لـIBM، فإنه بعد سبعة أيام من إطلاق مانوس في ٥ مارس ٢٠٢٥، فقد استحوذ على اهتماماً عالمي ويتصدر عناوين الأخبار. كما زعمت الشركة المطورة له بأن مليوني شخص على قائمة الانتظار لبرنامجها متعدد الاستخدامات. ولذلك، لأن مانوس لا يزال متاحًا فقط عن طريق الدعوة، مع إمكانية شراء رموز الدعوة من سوق إعادة البيع وعبر منصات التواصل الاجتماعي مقابل آلاف الدولارات.
ووفقاً النسبة لصحيفة China Daily، فقد أعلنت مانوس عن شراكة استراتيجية مع الفريق الذي يقف وراء نماذج Qwen للذكاء الاصطناعي من شركة Alibaba العملاقة للتكنولوجيا. فاعتبارًا منذ بدء إنطلاقه، تم إعادة بيع ما يسمى برموز دعوة مانوس مقابل ما يقرب من 100 ألف يوان (13797 دولارًا أمريكيًا) على منصة تداول السلع المستعملة Xianyu.
كيف تستخدم أداة مانوس في الأعمال؟ ومقارنة مانوس مع ChatGPT
يعمل وكيل الذكاء الاصطناعي مانوس بشكل مستقل وليس كباقي أدوات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على الدردشة، فهو كنظام وكيل متعدد (MAS) يتم تشغيله في بيئة افتراضية سحابية، مما يسمح له بتقسيم المهام المعقدة إلى خطوات صغيرة، وتفويض المهام الفرعية لمكونات متخصصة، ثم دمج النتائج بسلاسة. إي أنه يعمل كمدير تنفيذي يقوم بتوزيع المهام على الفريق ويتابع النتائج بصورة مستمرة، إذ يمكنك أن تُغلق حاسوبك ويظل بالعمل. حيث يمكن الجزم بكونه أفضل أدوات الذكاء الاصطناعي 2025.
وفقاً لصحفية الشرق الأوسط، تتعدد استخدامات مانوس كالتالي:
الاستقلالية الكاملة: يمكن لمانوس تنفيذ المهام من البداية حتى النهاية كتحليل السير الذاتية أو تحليل البيانات المالية واقتراح استراتيجات الاستثمار، بالإضافة لإدراة البحث عن العقارات.
بنية متعددة الوكلاء: يعمل مانوس بشكل تنفيذي على توزيع المهام على فريق من الذكاء الاصطناعي لحل المشكلات التي تتظلب تفكيراً متسلسلاً واتخاذ القرارات بصورة مستمرة.
التكّيف على مجالات متنوعة: تساهم أبرز مميزات مانوس في قدرته على التعلم الذاتي في تعدد مهامه، على سبيل المثال تحليل الأسواق، تحسين إدراة المستشفيات، وتطوير البرمجيات واكتشاف الثغرات الأمنية وتحسين الأنظمة.
تكامل مع أدوات وأنظمة متعددة: يعد مانوس أداة أداة ذكاء اصطناعي تناسب احتياج الشركات والمؤسسات للأتمتة، إذ يمكنه الاتصال بالخدمات الخدمات السحابية وقواعد البيانات وغيرها.
تحديات مانوس الذكاء الاصطناعي
على الرغم من مميزات مانوس التي تساهم في زيادة إنتاج الشركات وتوفير حلول إبداعية للمشكلات، إلا أن القلق البشري حول مألات هذا التطور الاصطناعي يساهم في التدقيق أكثر في عيوب مانوس المستقبلية والتي لا تقتصر فقط في تقلص فرص العمل بل في المسؤولية الأخلاقية
وانخفاض الرقابة البشرية.
بالنسبة لمجلة فوربس نقلاً عن إحدى الدراسات، فأنه كلما زادت استقلالية الذكاء الاصطناعي، زادت خطورته على البشر والمجتمع. كما تؤكد الدراسة بأن المطورين لا ينبغي أن ينشئوا وكلاء ذكاء اصطناعي مستقلين تمامًا، لأنهم سيكونون قادرين على التسبب في أضرار بطرق عديدة، مثل نقاط الضعف الأمنية، وانخفاض الرقابة البشرية، وزيادة قابلية التلاعب.
في ردٍ عبر البريد الالكتروني يشارك كريس دافي، الخبير في مجال الأمن السيبراني بوزارة الدفاع البريطانية والرئيس التنفيذي لشركة Ignite AI Solutions، المخاوف نفسها قائلاً: "مانوس هو أكثر تطورات الذكاء الاصطناعي إثارةً للقلق التي رأيتها حتى الآن. مجرد إمكانية القيام بشيء ما لا يعني أنه يجب القيام به". كما أن أكبر مخاوف دافي هو قدرة مانوس على التلاعب وانعدام مسؤوليته الأخلاقية. مشيراً إلى دراسة أجرتها أنثروبيك وريدوود ريسيرش في ديسمبر ٢٠٢٤، والتي كشفت أن بعض نماذج الذكاء الاصطناعي خدعت مُنشئيها عمدًا لمنع تعديلها.
توفر مانوس الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط
يشير تقرير PwC، بإن الذكاء الاصطناعي سيُحدث نقلة نوعية في الاقتصاد العالمي، ومن المقدر أن يُسهم الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 15.7 تريليون دولار أمريكي في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، أي أكثر من الناتج الحالي للصين والهند مجتمعتين. ومن هذا المبلغ، يُرجّح أن يأتي 6.6 تريليون دولار أمريكي من زيادة الإنتاجية، و9.1 تريليون دولار أمريكي من الفوائد المُقدّمة للمستهلكين.
على الصعيد العربي، نظراً للانتشار الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط فقد تزايد اهتمام الشركات والمؤسسات في أتمتة أعمالها بالشكل الذي يساهم في تعزيز الافتصاد على المدى البعيد. فتشير تقديرات PwC إلى أنه من المتوقع أن يحقق الشرق الأوسط 2% من إجمالي الفوائد العالمية للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، أي ما يعادل 320 مليار دولار أمريكي.
كما من المتوقع أن تحقق المملكة العربية السعودية أكبر المكاسب، حيث يُتوقع أن يُسهم الذكاء الاصطناعي بأكثر من 135.2 مليار دولار أمريكي في الاقتصاد بحلول عام 2030، أي ما يعادل 12.4% من الناتج المحلي الإجمالي. أما من الناحية النسبية، فمن المتوقع أن تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر تأثير، بما يقارب 14% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2030.
ما هو مستقبل وكلاء الذكاء الاصطناعي؟
تختلف العديد من الآراء حول مستقبل وكلاء الاصطناعي، فمنهم من يراها تساهم في تحسين إنتاجية الشركات وتقليل التكاليف التشغيلية. وفقاً لـIBM، نشرت شركة جارتنر مؤخرًا تقريرًا بعنوان "أهم اتجاهات التكنولوجيا الاستراتيجية لعام 2025" ، والذي أفاد كيف أن وكلاء الذكاء الاصطناعي المستقلين (أي الذكاء الاصطناعي الوكيل) "سيعملون على تحسين مهارات العمال والفرق بشكل كبير، مما يمكنهم من إدارة العمليات والمشاريع والمبادرات المعقدة من خلال اللغة الطبيعية". كما تُعقب TechNode، بإن قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين يشهد منافسةً محتدمة في تطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الشركات إلى تجاوز وظائف روبوتات الدردشة التقليدية. عالميًا، يُشير إعلان شركة OpenAI عن اشتراك شهري بقيمة 20,000 دولار أمريكي لوكيل ذكاء اصطناعي مُصمم خصيصًا للمؤسسات، إلى تزايد الاهتمام التجاري بالذكاء الاصطناعي المُستقل. إلا أن ذلك لا يُغلى الحاجة البشرية للتكامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي ووكلائه عن طريق توزيع المهام بين الأتمتة والأداء البشري، كي تزيد الإنتاجية بطريقة إبداعية وإنسانية.