top of page

الفرق بين البحث الكمي والنوعي؟

يناير 20

٤ min read

الفرق بين البحث الكمي والنوعي
الفرق بين البحث الكمي والنوعي

يعد البحث الكمي والبحث النوعي من أكثر الأساليب شيوعاً في أبحاث السوق لاكتساب فهم عميق حول الجمهور المستهدف. فعند الرغبة في تحديد النهج المناسب لمشروع البحث، يجب في البداية معرفة خصائص كل نهج وأنواع الأسئلة التي يمكن لكل نهج الإجابة عليها. في هذه المقالة سنوضح لك الفرق بين البحث الكمي والنوعي ومتى يتم استخدامهما؟ والطُرق التي تجعل الأبحاث الكمية والنوعية فعّالة.

 

 

أولاً: الاختلافات الرئيسية بين البحث الكمي والنوعي


السمات

البحث الكمي

البحث النوعي

الغاية

إثبات الحقائق وتحديد الأنماط واختبار الفرضيات

اكتساب رؤى وتطوير الفهم وتوليد أفكار جديدة

نوع البيانات

البيانات الرقمية

البيانات غير الرقمية (الكلمات والصور والأشياء)

الأساليب

الاستطلاعات

المقابلة المتعمقة، ومجموعات التركيز، و البحوث الاثنوغرافية، وتحليل المحتوى، وأبحاث دراسة الحالة

التحليل

التحليل الاحصائي

التفسير والتصنيف

حجم العينة

كبير

صغير

الأسئلة

البحث المغلق على سؤال كم عددها وكم مرة؟

البحث المفتوح على سؤال لماذا وكيف؟


 باختصار، يُنصح باستخدام الدراسات البحثية الكمية عندما يكون الهدف هو إنشاء بيانات رقمية واختبار فرضيات واستخدام حجم عينة كبير والحصول على نتائج قابلة للتعميم. من ناحية أخرى، تكون الدراسات النوعية أكثر ملاءمة عند الرغبة بدراسة موضوع ما من خلال عينة صغيرة. ويؤدي استخدام كلا النهجين معاً إلى فهم شامل لأسئلة البحث المطلوب. 



ثانياً: كيفية إجراء الدراسات البحثية الكمية والنوعية:


البحث الكمي (Quantitative Research)


لتتمكن من الاستفادة من نتائج أبحاث السوق الكمية، يجب أن تحرص على إجراءها بشكل صحيح فيما يلي نوضح ذلك:

 

  1. تحديد أهداف وغايات واضحة: في البداية حدد الأسئلة الرئيسية التي ترغب بالحصول على إجاباتها وكذلك القرارات التي تحتاج إلى اتخاذها، ثم ضع أهدافاً وغايات محددة وقابلة للقياس. على سبيل المثال، يمكن أن يكون الهدف هو زيادة رضا العملاء بنسبة 25٪ سنوياً. تعد الأهداف القابلة للقياس الكمي مفيدة في تحديد المقاييس والبيانات والتحليلات المطلوبة للدارسة. 

 

  1. اختيار حجم عينة مناسب: حدد حجم عينة كبير على نطاق واسع من السكان للحصول على نتائج مفيدة إحصائياً، والهدف من ذلك هو الحصول على مستوى ثقة بنسبة 95٪ وهامش خطأ بنسبة 5٪، وذلك لضمان الحصول على عينة تمثل الجمهور المستهدف عند أخذ عينات عشوائية. 

 

  1. إنشاء استبيان منظم: يُوصي خبراء ستيدي بيس بإنشاء استبيان يحتوي على أسئلة مغلقة تكون الإجابة عليها ببيانات محددة وقابلة للقياس الكمي. كما ينبغي أن تكون الأسئلة واضحة وموجزة ومرتبة بشكل منطقي، بالإضافة إلى ذلك من الضروري إجراء اختبار تجريبي قبل بدء الدراسة الكاملة وذلك للتأكد من دقة وصحة البيانات المجموعة.

 

  1. تحليل البيانات بدقة: استخدم البرامج الإحصائية مثل SPSS (الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية) أو Excel لتحليل البيانات. حلل العلاقة بين العوامل (مثل التركيبة السكانية والسلوكيات) والمقاييس الرئيسية، وابحث عن الأساليب والآراء المفيدة في اتخاذ قرارات واستراتيجيات العمل. 

 

  1. إعداد تقرير عن النتائج والعمل بناء عليها: أخيراً، قم بعمل ملخص عن النتائج والاستنتاجات والتوصيات الرئيسية في شكل عرض تقديمي أو تقرير، وناقش كيفية تطبيق الأفكار لتحقيق أهدافك وغاياتك واتخاذ قرارات استراتيجية استناداً على البيانات. 



 البحث النوعي (Qualitative Research)


يعد تصميم منهجية البحث بإتقان مهم جداً لإجراء أبحاث سوق نوعية فعّالة، وذلك لأن الغرض من البحث النوعي هو اكتساب فهم عميق لانطباعات المستهلكين وسلوكياتهم وتصوراتهم. 

 

  1. تحديد أهدافك البحثية: في البداية حدد الأفكار التي تحتاج إلى اكتسابها حول جمهورك أو عملائك المستهدفين، هل ترغب في معرفة آرائهم عن علامتك التجارية أو منتجاتك؟ هل تريد اكتشاف احتياجاتهم التي لم يتم تلبيتها؟ هل ترغب في تطوير المنتجات أو الخدمات؟ سيساعدك تحديد أهداف واضحة في كيفية تطوير منهجية البحث. 

 

  1. اختيار طريقة البحث المناسبة: تشمل الأساليب النوعية الشائعة مجموعات التركيز والمقابلات المعمقة والبحوث الإثنوغرافية واختبار تجربة المستهلك. تعد مجموعات التركيز والمقابلات مناسبة لاكتساب فهم متعمق حول آراء المستهلكين وانطباعاتهم. أما البحوث الإثنوغرافية -حيث يركز الباحثون فيها على بيئة العملاء- مفيدة جداً لمراقبة السلوكيات الطبيعية للعملاء واكتشاف احتياجاتهم. كما يؤدي اختبار تجربة المستهلك إلى تفاعل المشاركين مع المنتجات أو الخدمات أثناء إبداء انطباعاتهم. 

 

  1. اختيار عينة للمشاركة: قم باختيار 8-12 مشاركين بعناية لكل جلسة بالنسبة لمجموعات التركيز والمقابلات، وذلك بالتركيز على استهداف عينة متنوعة ديموغرافياً -وفقاً لسمات معينة مثل العمر والجنس ومكان الإقامة- تتناسب مع جمهورك المستهدف، واحرص على تقديم حوافز جيدة للتشجيع على المشاركة وإبداء ملاحظات قيّمة. 

 

  1. إعداد دليل المناقشة: قم بإعداد مجموعة كبيرة من الأسئلة المفتوحة وموضوعات المناقشة للمساعدة في خلق محادثات جذابة لتحقيق أهدافك البحثية، مع الحرص على حيادية الأسئلة. 

 

  1. تحليل وتلخيص النتائج الرئيسية: اعرض تسجيلات وملاحظات الجلسات لتحديد الأنماط والسمات والأفكار الرئيسية. ابحث دائماً عن الآراء القيّمة وعما يتم الإجماع عليه، وقم بتلخيص النتائج والتوصيات في تقرير واضح وموجز لعرضه على أصحاب المصلحة، إذ ستمنحك هذه الآراء النوعية مع البيانات الكمية نظرة شاملة عن عملائك وعن السوق. 


 

باختصار، في حين أن الدراسات الكمية توفر بيانات وإحصاءات رقمية، فإن البحث النوعي يقدم آراء قيمة حول المسببات، ويؤدي الجمع بين النهجين إلى اكتساب رؤية شاملة عن السوق والعملاء. ومن خلال التوازن الصحيح بين البحث النوعي والبحث الكمي سيكون لديك جميع الأفكار التي تحتاجها لاتخاذ قرارات مهمة وبناء تجارب أفضل للعملاء. 

 


ثالثاً: الدمج بين أبحاث السوق الكمية والنوعية


يعد خيار الدمج ما بين البحث الكمي والنوعي مميزاً لرواد الأعمال وأصحاب العلامات التجارية التي تسعى لبناء ولاء عملاء بشكل مستدام، إذ يمكن الدمج بينهما عن طريق النهجين التاليين:


النهج المتسلسل (Sequential Approach): في بعض الحالات يمكن البدء بالبحث الكمي لتجميع البيانات الرقمية الأولية لتحديد الأنماط التي تساهم في تشكل فرضية ما، ومن ثم يمكنك اتباع ذلك ببحث نوعي يتقصى أسباب ذلك بشكل متعمق.


النهج المتزامن (Concurrent Approach): يمكنك أيضاً أن تجمع بين البحث الكمي والنوعي في وقتٍ واحد، حيث يمكن استخدام استطلاعات رأي مختلطة مع أسئلة مغلقة ومفتوحة، كما يمكن جمع البيانات من أماكن مختلفة كالاستطلاعات وتحليل وسائل التواصل الاجتماعي.


 

قراءة أخيرة


يتمتع كلاً من البحث النوعي والبحث الكمي بنقاط قوة واستخدامات مناسبة في أبحاث السوق، فالبحث النوعي يركز على الانطباعات والخبرات لاكتساب آراء قيمة، بينما يوفر البحث الكمي بيانات وإحصاءات ثابتة لتحديد الأفكار. إذ يتبين لنا أن الهدف الأساسي هو فهم الأسلوب الأكثر ملاءمة للأسئلة والأهداف البحثية. فمن خلال الدراسة المركزة على أهداف وموارد البحث يمكنك تحديد ما إذا كنت ستقوم بتطبيق بحث نوعي أو كمي أو الجمع بينهما. لذا، أيًا كان النهج الذي ستختاره، تأكد من إجراء دراسة دقيقة لجمع بيانات عالية الجودة وتحليلها على نحو صحيح لتحقيق آراء قابلة للتنفيذ للحصول على انطباع مفيد في اتخاذ قرارات استراتيجية والبقاء في صدارة المنافسة من خلال اختيار النهج الصحيح لأبحاث السوق. 

bottom of page